قصيدة .. أراك ملاكا
للشاعر السعودى .. سعيد الفهيد
أُحِبُّكِ رَغمَ انتِحارِ
الأماني ورغمَ التصحُّرِ.. رغمَ الغيـابْ
وفيكِ تَهيمُ الرُّؤى والمَعاني
أيا رَجْع نايٍ معَ الفَجْــر آبْ
لقد فُقتِ في الحسنِ كُلَّ الغَواني
فدونَكِ أنتِ الغواني سَراب
أيا مرفأً فاقَ كلَّ المواني يمورُ
على ضِفتيهِ السَّحـــاب
سأبقى أُحبّكِ مهما أُعاني من البُعدِ
والشّوقِ والاغْتــراب
أُحِبُّكِ لا أدري حينَ
أُحِبُّـ كِ مَعنــى التأوُّهِ والاضْطِــراب
فلم تعهديني ضَنينَ الهـوى ولم تعهدي
أنَّ قلبـي خَــراب
ولستِ ترَيْني شككتُ بحـبٍ ولستُ
أراني زجرْتُ الغُــراب
لأنّكِ أنتِ الحقيقةُ أجــلى من
الصّبحِ والشمـسُ تِبرٌ مُذاب
ولستُ أرانيَ أعصرُ خمـراً رُضابُكِ
خمري وكـأسُ الشراب
لأجلكِ أنتِ هجرتُ الدُنـى هجرتُ
الأماسيَ.. حتى الصِّحاب
وصرتُ أُناجيكِ في وَحدتي وكلّي
انتظارٌ ولا من جـــواب
فما ذنبُ قلبيَ لمّا هـواكِ؟! وما
ذنبُ سِحرِكِ لمّــا أصَاب؟!
كأنَّ فؤاديَ ليــــلٌ بَهيمٌ
وروحُــكِ تسبحُ مثلَ الشِّهاب
تغيبينَ عنّـــي فأبدو كئيباً ويغدو
فؤادي كأرضٍ يبَاب
وتأتين مثلَ المآذنِ طُــهراً ومثلَ
المنائرِ.. مثلَ القِباب
فتغزو فؤادي المشاعِرُ تَتْرى
ويَفترُّ ثغرُ الأمَاني الِعذاب
وأنتِ القصَائدُ.. أنتِ الخيـال
وأنتِ الأناجيلُ.. أنت الكِتاب
وينسابُ بَوحي إليكِ رقيقا لغيرِكِ لم
يعـــرفِ الانسياب
فإنْ مِتُّ..لا شكَّ من مقلتيكِ
وإنْ عشتُ لا شكَّ من ذا الإياب
فمِن شفتيكِ عشقتُ الـورودَ
وروحُكِ عنديَ روضٌ نضــيرٌ
ومن وجنتيكِ ألِفتُ الخِضاب
وغيرُكِ عندي الصَّحارى الصِخاب
ونسْبَحُ في عالَمٍ من جَمـالٍ
ونَكْشِـفُ عن ذا الجَمــالِ الِنقاب
ونمْرَحُ في الرَّوضِ بينَ الزُّهُورِ
ونقْطِفُ ما راقَ منـها وطَـــاب
لئن كنتُ أرْغَبُ أنْ ألتقيــكِ فإنَّ
وِصَـالَكِ أحلى الرِغــــاب
وإنْ كنتُ أسعدــُ حينَ أراكِ فقد
ولَّى عَنِّي الشّقــاءُ وغَــاب
ولَو أنَّ طَــوْداً مَررْتِ عليهِ
لحـنَّ إلى مقــلتـيــكِ وذاب
فمِن مُقلتيكِ يلينُ الحـــديدُ ومِن
مُقلتيكِ الصُّخورُ تُـــذاب
0 الرد على "قصيدة .. أراك ملاكا"
إرسال تعليق